” إذا كان هذا العصر عصر تنازع الامم، فهو إذا، عصر أعمال لا عصر أقوال. و إذا كان لا بد من القول فيجب ان يكون مدعوماً بالقوة العملية ليكون من ورائه نفع أو نتيجة محسوسة. و نحن امة واقفة الأن بين الموت و الحياة و مصيرها متعلق بالخطة التي نرسمها لانفسنا و الاتجاه الذي نعينه.”
هذه الكلمات لمؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي، انطون سعادة. و هذا ما كنت اقرأه حين شعرت بانه ترسخ في رأسي كم لم يترسخ أي كلام منذ عدة شهور، فقد وجدت فيه بداية طريق للخروج من المستنقع الحالي.
فعلى الرغم من توجيه هذه الكلمات إلى امة بكاملها، و منذ ما يزيد عن السبعين عاما، إلا أني أجد فيها الكثير مما نحتاج إليه، أو ما نحتاج إلى الانتباه إليه و خاصة هذا الإقتباس : “ و نحن امة واقفة الأن بين الموت و الحياة “، هذا ما أشعر به في هذه الفترة، نحن دولة واقفة في مفترق خطير ليس فقط على حياة افرادها الذين يعيشون فيها ألان، بل ايضا على مستقبل قد يمتد إلى عشرات و ربما مئات السنين من الإنحدار الأمني و التفكك الاجتماعي بين نسيجها الفسيفسائي الجميل و الخطير. و على ماضيها الطويل و المليء بالانجازات و الإخفاقات التي لم نتعلم منها حتى ألان.
و لهذا ما نحتاج إليه (كما أعتقد)… موجود في الإقتباس الثاني :” فهو إذا، عصر أعمال لا عصر أقوال. و إذا كان لا بد من القول فيجب ان يكون مدعوماً بالقوة العملية ليكون من ورائه نفع أو نتيجة محسوسة “. بعد كل الأخبار و الاحداث التي حدثت في الفترة الأخيرة في سورية، نجد أنه حتى و إن قضي على من يحاول العبث بالامن، فانه يجيب القضاء على كل شيء قد ساعد على الاخلال بهذا الأمن، و هو بالدرجة الاولى عدم التفاهم بين الطلب و الإستجابة ، بين الدولة بمؤسساتها و بين الشعب بمطالبه، و إلا سيعود هولاء لاستغلال الوضع و سندور في حلقة مفرغة.
و من : “ و مصيرها متعلق بالخطة التي نرسمها لانفسنا و الاتجاه الذي نعينه. ” ندرك أنه ليكي نستطيع بدء عملية النقاهة، بعد كل ما حدث، نحتاج إلى خطة نرسمها نحن السوريون أنفسنا، من دون تدخلات خارجية و بعيداً عن إملاءت أو “ترجوات” خارجية من أين جهة كانت صديقة أو عدوة. فهذه بلدنا و هذا وطننا و نحن نفهمه كما لم و لن تفهمهه أية جهة اخرى، و نحن نجدده بانفسنا كما صنعه أجدادنا و حافظو عليه بنفوس سورية جبارة.
فهل ستتنبه الدولة إلى أنه لا بد من الاسراع بتنفيذ متطلبات و طلبات الاصلاحيين الوطنيين؟
و هل سيحسب المتظاهرين حساب لمن يريد أن يركب موجتهم و يعكر صفو بلدهم؟
هل نستطيع الحفاظ على بلدنا أم سناخذه باتجاه لا أحد يعلم أين هو أو ما هو و كم سيكلف؟
نوار يوسف 25/ 5/ 2011
nawar youssef 
للاسف يا صديقي ان الولادة مؤلمة و مهما حدث سواء بقي النظام او رحل ليأتينا غيره لا بد لنا من ان ننزف في هذه المرحلة و لكن هذا لا يعني اننا نعتبر الشهداء تحصيل حاصل و ان نتغنى بقول القرضاوي ان يمكننا ان نضحي بثلث الشعب و أيضاً الا نتغاضى عن التجاوزات مهما كانت و كائنا من كان فاعلها إن قبلنا بالنزيف فلانه واقع مفروض و لكننا لن نعتبره مجاناً يجب ان نشتري به ما يستحقه أهالي الشهداء على أقل تقدير،
على امل ان نرجح لكفة الحياة لا الموت
رافا أكيد كل أنواع الشهداء بيفرضو حالن بكل الأزمان ماحدا رح ينساهون هني غاليين كتير على قلب سوريا و السوريين،
أنا كمان بتمنى ما يكون هالنزيف طويل لانو بصير مميت. و إنشالله ترجع “الحياة” عن قريب.
ذكرني موضوعك بقول أحد وزراء المغرب في فترة الستينات او السبعينات عندما سئل عن الوضع قال ” بالأمس كنا على شفير الهاوية واليوم تقدمنا خطوة إلى الأمام ” يعني وقعنا في الهاوية …
من زمان ونحن نسمع ” أننا على مفترق الطرق” و “مرحلة حرجة من تاريخ امتنا ” وأحيانا يقولون ” سقطت ورقة التوت الأخيرة ” يعني لم يعد هناك ما يستر عري حكامنا مع هذا الوضع البائس اليائس قد يعطينا ربيع الثورات الأمل مع أني من اليائسين
صديقي رياض أنا كنت متفائل ب “ربيع الثورات” بتونس لانو كان عفوي و نضيف، بمصر يمكن كسوريين نحنا فرحنا شوي لانو كنا نعتبر النظام المصري كتير “ضد القضايا العربية الرئيسية و لو من تحت لتحت” بس أنا برأيي ما بقى في شي اسمو ثورة نضيفة حتى بتونس عم يحاولو يستغولها.
و انقلبت الثورات من أيدي الشعوب لتصير بايادي الاستخبارات “”” بتمنى ما تحاول تقنعني إنو هالحكي غلط “””
بالنسبة للكلمات, صحي إنو تكررت كتير بتاريخنا بس عم ضل كلمات صحيحة!!!! للاسف.
ما بعرف إذا قريت البيان للشاعر السوري ادونيس، أنا ما كنت كتير إهتملو بس عجبني تحليلو لانو حط إصبعو على الجرح.
و اعتبر إنو “الشعوب” كمان مو بس الأنظمة هيي متسترة بورق التوت، حتى لو تخلصت من الأنظمة رح ترجع توقع بنفس الأغلاط إذا ما عرفت تقوم بمرحله انتقالية بالفكر و الدين و المجتمع و السياسة…..
شكرا على التعليق (;